فـي الإتـحـاد قـوة ، والـهـلال فـي الـسّـمـاء ..

في الإتحاد قوة ، والهلال في السّماء ، والوحدة أمر مطلوب ، والشباب أروع مراحل
العمر ، والأهلي تميزٌ مُنذ القدم ، والنصر لابد منه .

أحبتي ..

أسدل السّتار على دوري خادم الحرمين الشّريفين ، والابتسامة اتجهت فيه لنمور
جدة بعد مُباراة مارثونية ، أحتل فيها رفاق نور استاد الملك فهد بالرّياض ، وعلى مرأى
من جماهير الهلال ، الذي غاب في ليلة تتويج العميد ، وهل يحضر أحد في ظل بروز
أصحاب العمادة ؟ !

تلكَ ليلة كان فيها الإتحاد فريقاً أخر ، حضر ليعكس فيها توقعات كُل النّقاد والرّياضيون
الذين جعلوا من الإتحاد محطة عبور سهلة للزعيم لإستلام الكأس ، والسبب أن المُباراة
في الرّياض ، والهلال في نهائيات الرّياض ، فريقاً أخر ، كما هو الإتحاد خارج جدة !

ولكن هذا الموسم شذت القاعدة ، ولشذوذ القواعد مع الإتحاد وجود ، كونه جعل المستحيل
ممكن الحدوث في أعوام سبقت ، وبالتالي صار شذوذ القواعد أمر محتملاً للإتحاد
والإتحاد فقط .. !

الإتحاد ومتى ما حضرت روح أفراد فريقه فبالتأكيد سيفوز ولن يمنعه أحد من تحقيق
ذلك سوى الحظ ، بل حتى الحظ قد يرضخ لروح العميد حال حضورها وذاك هو سر
الثلاثية والرّباعية ، والبطولة الأسيوية ، والسّوبر السعودي المصري في القاهرة .

في ليلة البطولة حضر الهلال بتاريخه وجمهوره وزعامته ، وتواجد الإتحاد بهيبته
ونشوته وسطوته وما بين هذا وذاك أكدنا قبل البداية بأننا سنستمتع بنهائي قد يكون
هو الأروع ، وروعته تكمن بأنه أخر نهائي على كأس خادم الحرمين الشريفين
بحلّته الحالية .

قبل المُباراة كانت الصّحف مسرحاً لسلسلة من التّصاريح النّارية بين الفريقين
ولم التفت لها من منطلق أن للمُباراة وجه آخر بعيد كُل البُعد عن أساليب الضغط
النّفسي التي أكل عليها الدّهر وشرب ، وكون الفريقين لهما من الخبرة الكبيرة
ماهو كفيل بمنع تمرير مثل تلك التّصاريح ، التي كانت تُستخدم كسلاح فعّال
في فترات مضت .

ابتدأت المُباراة وأتخذت من المٌبدع عبدالله الحربي معلّقاً للمباراة ، وتركتُ
البقية كونهم يتميزون بتخصصهم الأوربي ، كما هو الحربي الممتع محلياً
وكانت البداية رائعة كروعة الفريقين والأجواء العامة بالملعب ، وماهي
إلاّ دقائق حتى أعلنها عمر الغامدي بهدف أوربي خالص أهتزت له أركان
الملعب ، لتنفجر بعدها جماهير الزعيم – ولها الحق – فالتّوقيت والمُناسبة
وطريقة التّنفيذ زادت من روعة الهدف روعة ، وليعلنها الحربي بجرأة
أنه هذا الهدف لن يستطيع بوفون ، وتشيك إيقافه ، وله أقول : ومعهم
ضع ما شئت من الأسماء ، ليتيه بعدها الإتحاد ، دقائق فقط ، ويعود
لإحتلال الملعب ، ويحاول كثيراً ، ويُضيع أكثر ، وكل ذلك كان في
الشّوط الأول وسط تألق مُلفت لمحمد نور ، وصالح الصّقري
وحمد المُنتشري من الإتحاد .

في الشوط الثاني سلّم باكيتا مُنتصف الملعب لـ ديمتري ، الذي لعبها صح
فزج بالخبير حمزة فحرّر بذلك التّغيير الحسن كيتا ، مما زاد من الضغط
الإتحادي على الهلال ، وفي الهلال وفي الشوط الثاني خاصة لم أكن أرى
أي معالم بارزة لأفراد الفريق ، سوى تفاريس ، الذي تحمل لوحده أعباء
الدّفاع عن مرماه ، وكانت المُباراة تسير على منوال مفاده هجوم اتحادي
ضاغط ، ودفاع هلالي مُحكم ، وأما خط وسط الهلال فقد كان تائهاً
هجومياً ، وغائباً دفاعياً ، كون محاور الفريق الثلاث الذين زج بهم
باكيتا ، لم يوفقوا هجومياً ، ولم يساعدوا في تخفيف الضّغط دفاعياً
وأما التّائب فاكتفى بالتّواجد الأسمي فقط في ذلك اللّقاء
كما هو ياسر .

استمر الإتحاد في ضغطه الرّهيب ، حتى جاءت ساعة الصّفر ، وفيها أرسل
الرّائع صالح الصّقري كُرة عالية مرّت من أمام خط دفاع الهلال لتصل
للمُتمركز أسامة المولد ، والذي عالجها ببراعة ، وقوة رهيبة وعجيبة
في فعل رائع منه ، وقابلها رد فعل أروع من محمد الدّعيع الذي حاول أن
يتصدى لها بقدميه ، لكن سُرعة الكرة الرهيبة كانت أسرع من سُرعة
الدعيع ، فمرت بسلام للمرمى لتُعلن هدف التعادل الطبيعي والمنطقي
عطفاً على أحداث المُباراة ، وبعدها زاد إيماني بأن تتويج الإتحاد أصبح
مسألة وقت ، فباكيتا لم ينجح في الحفاظ على مرماه كما هي عادته في
سنته الأولى مع الهلال عندما كان يتقدم بهدف ، ويغلق كُل طريق
مؤدي لمرماه وحينها كان ينجح في ذلك ، ولسبب آخر وهو أن ياسر
خرج من الملعب مُصاباً قبل هدف التعادل بدقائق ، فسبب إحباطا
للفريق ، وليأتي هدف المولد وليزيد من الإحباط إحباطاً .

زاد تيه الهلال ، واستمر ضغط الإتحاد الذي ظهر جلياً عزمه على حسم
الأمور في وقتها الأصلي ، وبالفعل حدث ذلك بعدما مرر الفنان فاجنر
كُرة أمامية لكيتا ، والذي رفعها عالية داخل منطقة الجزاء ، ليعتلي لها
حمد المنتشري ، ويُعالجها ببراعة في الزّاوية الضّيقة لمرمى الدعيع
كهدف ثانٍ للإتحاد ، وهو هدف البطولة الذي جاء في وقت قاتل لم يكن
أكثر المُتشائمين الهلاليين يتوقعون توقيته ، وينطلق بعدها المنتشري
للجماهير الإتحادية رافعاً بيده إشارة النّصر .

فاز الإتحاد واستحق اللّقب ، وخسر الهلال ولم تنقص هذه الخسارة
من قيمته ، فالمُباراة لأبد لها من خاسر والكرة سجال ، فالهلال خسر
من فريق عريق ، له من الصّولات والجولات الكثير والكثير ، والهلال
لا زال الفريق الأكثر تحقيقاُ للبطولات ، ومُجرد الوصول للمباراة
الختامية دليل على أنك قدمت موسماً رائعاً ولكنه قد يُوصف بالفاشل
بمُجرد مُباراة واحدة ، وتلك سلبية كبرى في الرياضة .



خطوط تواصل سالكة

حقق الإتحاد بطولة الدوري بعد غياب عن البطولات المحلية ليعود
وتعود مع عودته الثقة للفريق ورئيسه البلوي الذي جدد فترة
رئاسته لفترة أخرى .

بمستواه المتواضع خذل طارق التايب جماهير الهلال وأعضاء شرف
النّادي الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل بقائه وعدم مُشاركته
لمنتخب بلاده في النهائي ، ليخسر الهلال اللّقب
ويخسر التايب الجولة .

قدم فريق الوحدة هذا الموسم أجمل المستويات الفنّية ، وصحبها
بنتائج رائعة جعلت منه الحصان الأحمر – كما كان يُرددها
التونسي – رئيس نادي الفرسان ليكسب الفريق احترام الجماهير
السعودية بعد خروجه المُشرف من بطل الدوري الإتحاد في
المباراة المُثيرة التي أقيمت في جدة .

فريق الأهلي خرج من الموسم ببطولتين وكانتا منطقيتين قياساً بما
قدمه من مستويات رائعة في الموسمين الأخيرين ، فالأهلي كان
النادي الأكثر استقرار تدريبياً وعناصرياً ، ليُحقق ثنائية رائعة
كروعة نجمه الشّاب مالك مُعاذ .

نادي الشباب كان من المُمكن أن يكون له حضور قوي في مراحل
التتويج لولا أخطاء حارسه التي تأكد حضورها في مراحل الحسم
فبعد تسببه في خروج فريقه من دوري أبطال أسيا الموسم
الماضي ، جاء الدور على بطولة الدوري التي أحرج فيها فريقه
بتسببه بولوج هدفين ، وفعلاً حارس المرمى نصف الفريق .

نادي النّصر لم يكُن له أي بصمة ، ولكن الشيء الجدير بالذكر
فيه هو جمهوره الذي أعاد الحياة لمُدرجات الملاعب بعد اختفاء
المواهب المُشجعة على الحضور للملاعب ، ليكون الحضور
مُذهلاً وكل الذهول هو أن الحضور كان يتم ، والفريق يُنافس
على البقاء .
تحياتي
فارس الملاعب